بحث في الموقع
افتتاحية رئاسة التحرير
اختيارات الجمهور
استفتاء
تابعونا على الفيس بوك
إشترك معنا
N/A
![]() |
![]() صحافة المواطنين
الفوضى الخلَّاقة و فوضى المصطلحات بقلم : يونس أحمد الناصر
![]() لعلَّ مصطلح الفوضى الخلاقة(Creative Chaos) الذي أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في العشرية الأولى من هذا القرن لخلق شرق أوسط أمريكي جديد عن طريق نشر الفوضى في دول هذا الشرق و إدارة هذه الفوضى بما يعيد ترتيب هذه المنطقة وفقا للأهواء الأمريكية هو الخطوة الأمريكية الأولى لتنفيذ مخطط برنارد لويس الذي أعدته الإدارة الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي و الذي يرمي لتفتيت المفتت و تجزئة المجزأ و هذا المخطط موجود و منشور و معلن و لا يخفى إلا على من لا يقرأ و ما أكثرهم في بلاد العرب . و رغم أنني لست من المتيمين في نظرية المؤامرة عليك عزيزي القارئ أن تنشط ذاكرتك، وتحاول أن تتذكر ما جرى - وما زال يجري - في العراق منذ عام 2003، ولا بأس من متابعة ما يجري في سوريا حالياً، وبينهما تستطيع المرور على ليبيا ومصر وتونس! دعونا نلتقط المصطلح من فم السيدة كونداليزا رايس، التي تعتبر ضالعة في هذا المجال، والمصطلح ربيبها بامتياز؛ فهي التي بشرتنا بـ" الفوضى الخلاقة "، وقد كانت صريحة إلى أبعد الحدود عندما قالت إن إدارة بوش الابن أوكلت المهمة إلى الصهيوني جاريد كوهين مؤسس منظمة موفمنتس لتدريب وجمع النشطاء حول العالم! والعضو في برنامج " جيل جديد " التابع لمنظمة فريدوم هاوس! ومدير الأفكار في شركة جوجل! وهنا سأتوقف، وأسألكم عما إن كنتم قد سمعتم عن شاب مصري اسمه وائل غنيم، وإن لم تتذكروه فلا بأس، لأنكم بالتأكيد ستسمعون عنه كثيراً على المدى القريب والبعيد أيضاً, فهو يغيب ويحضر، لكنه دائماً هناك! بدأ الترويج لهذا المصطلح و اللعب عليه عبر قنوات الفتنة المذهبية التي نبتت كالفطر في شرقنا العربي وتضخ ليل نهار الأفكار المسمومة في عقل المشاهد العربي" الجاهل" لتزرع في عقله الغرائزي بأن إيران الشيعية تستهدف العرب الُسنَّة عبر تشييع العالم العربي فكان رد الفعل الغرائزي للدفاع عن الدين كما يعتقد الجهلة ليتحول الصراع أيضاً إلى صراع( سني – شيعي ) و كل ما تبقى من أديان و معتقدات الشرق هي خسائر جانبية في هذا الصراع الدموي ليتم استهداف كل تلك المكونات باعتبارها غنائم و سبايا حرب تعيد هذا الشرق ليس مئات السنين إلى الخلف إنما آلاف السنين , حيث لا حضارة و لا علم و لا ثقافة , و لتظهر صورة المسلم بأنه كائن غرائزي دموي سفّاح لا يشبع من سفك الدماء و نكاح النساء مزوداً بفتوى غيبية بأن كل من يموت في هذه الحرب سيذهب لتناول الطعام مع الرسول الكريم و يحظى بحوريات الجنان في حياة خالدة .
في سبيل ذلك كان منظري ثورات الربيع العربي يقدمون لهؤلاء الغوغاء كل ما يبرر همجيتهم و بربريتهم فأباحوا لهم السرقة و النكاح و السفاح و القتل و كل ما لا يخطر ببال بشر, فكانت فوضى المصطلحات ليصبح القاتل و الزاني و المغتصب و اللص و القاتل كلهم ثواراً في سبيل الحرية و سبيل الله , ليكتشف العرب ديناً آخر غير المحفوظ بين دفتي قرآنهم الكريم الذي حاول تهذيب أخلاقهم و الارتقاء بسلوكهم , هذا القرآن الذي رموه خلف ظهورهم و استعاضوا عنه بفتاوى التكفير و النكاح و إباحة ما لا يباح , فاستطاعت أمريكا من خلال هؤلاء الرعاع ضرب المجتمع العربي من الداخل بما يوحي بأن هناك حرباً أهلية في هذا المجتمع الذي بقي متعايشا عشرات آلاف السنين , فما الذي حدث اليوم لتشتعل هذه النار و تأكل كل ما بناه أبناء هذا المجتمع ؟ إنها الفوضى بكل معانيها و لكنها ليست الخلاقة كما يدعون إنما الفوضى الهدَّامة , الرامية لتخريب المجتمعات و العقول و في تطابق عجيب بين المصطلحين , الذي وضعته الإدارة الأمريكية " الفوضى الخلاقة " و ما يحدث على الأرض تحت مسمى " فوضى الخلافة " رغم كل ذلك نقول بأن ما تريده الإدارة الأمريكية ليس قدراً علينا التسليم به و الاستجابة له , و الانتصار على مخططاتهم ليس مستحيلاً رغم الأثمان الكبيرة التي دفعت , وهذا ما أثبته الصمود السوري بمكوناته ( شعباً و جيشاً و قائداً ) و الذي أفشل مخططاتهم و حطَّم أحلامهم ليكون عنواناً لصدِّ هذه الهجمة العنيفة التي تعرَّض لها بلدنا و بلدان العرب , و ليعمل هذا الصمود بشكل عكسي حيث قاد إلى إسقاط حكم الإسلام السياسي الذي أوصله ما يسمى الربيع العربي إلى الحكم في مصر و تونس عبر صحوة ولو متأخرة . مشاريعهم العدوانية لن تنتهي ... و مشاريعنا المقاومة لن تنتهي أيضاً يونس أحمد الناصر
0 2015-01-14 | 13:54:12
|