أخبار البلد

البلاد تحي الذكرى الرابعة عشرة للثورة بطعم النصر الأول

آذار شهر "الثورات".. بين انقلاب العسكر وانتفاضة الشعب

سيريالايف/ محمد ديب بظت

بين الثامن والخامس عشر من آذار، أسبوع بل خمسة عقود من الاستبداد والديكتاتورية قبل أن يتحطما منذ أربعة عشر عاما حينما هتف السوريون وأسمعوا بصوتهم العالم أجمع: “الشعب يريد إسقاط النظام”.

في الثامن من آذار عام ١٩٦٣ وصل حزب البعث إلى سدة حكم سوريا بعد الانقلاب العسكري والذي سماه منفذوه فيما بعد بالثورة، ثورة العسكر ضد حكومة الانفصال آنذاك كانت بمعزل عن الشعب وتطلعاته في إرساء حياة سياسية قوامها الشعب ذاته، إذ بعد احتكار العسكر للسلطة وما تبعه من خلافات فيما بينهم أفضى إلى انقلاب الأسد الأب عام ١٩٧٠ على رفاقه العسكر لتصحيح مسار الحزب حسب أدبيات البعث السياسية اللاحقة، كان قد أحكم العسكر الذين انقلبوا على بعضهم، قبضتهم الأمنية حول رقاب السوريين منذ توليهم مقاليد السلطة.

أما الخامس عشر من ذات الشهر قبل عقد ونيف، فكانت ثورة الشعب على العسكر أنفسهم، ثورة جمعت السوريين بمختلف أطيافهم وانتمائهم ضد الأسد الابن، دفعهم في ذلك أسى السنين التليدة واستمرار القبضة الأمنية ورفض التداول السلمي للسلطة والذي يضمن الحكم المدني وانتخابات شرعية غير تلك التراجيديات الهزلية التي بدأت منذ عهد حافظ الأسد، وصولا إلى تنصيب ابنه بشار رئيسا للبلاد وليس انتهاء بالولايات الأخيرة له.

ومع احتدام لهيب صدى الحناجر المطالبة برحيل بشار الأسد، اتقدت جذوة القمع بحق المتظاهرين، وتبع ذلك اختفاء قسريا للمئات منهم في غياهب سجن صيدنايا أو الأفرع الأمنية وما أكثرها، وموت الآلاف وتهجير الملايين من قراهم ومدنهم، إذ نفذ عناصر الأسد ومقاتلوه شعارهم” الأسد أو نحرق البلد، الأسد أو لا أحد”، غير أن إيمان الثوار بالنصر كان أشد رسوخا وأقوى شكيمة من هتافات الاستبداد تلك، ليحققوا انتصارهم بعد مضي أربعة عشر عاما، ووصلوا إلى ما صبوا إليه فسوريا اليوم حرة حرة، حيث يعيش السوريون الذكرى الأولى لثورتهم بعد انتصارها.

أربعة عشر عاما من عمر الثورة السورية شابت في شبابها وحاول العالم وأدها منذ ولادتها، ورحل من رحل إلا أن صوتها ظل محفوظا في حناجر الثائرين، وأغاني الحرية لم تمت مع رحيل من هدر بها، وإنما بقيت تراثا ينشده من هم أصغر سنا، وكأن لسان الثورة يتكلم بلسان ابن جلدة الثائرين، نزار قباني، “كل ليمونة ستنجب طفلا ومحال أن ينتهي الليمون”، مهما حاول جلادهم حينها اقتلاع الأشجار بالصواريخ والدبابات والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيمائية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى