هل تتجه “قسد” للاندماج مع دمشق؟ جدل واسع بعد تصريحات قائد فصيل في شمال سوريا
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعلن “أبو عمر الإدلبي”، قائد “لواء الشمال الديمقراطي” التابع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أن اجتماعًا ثلاثيًا ضم “قسد”، و”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، و”الإدارة الذاتية”، خلص إلى قرار يقضي بضم المؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة لهذه الأطراف إلى هيكلية الجيش السوري.
الإدلبي نشر هذه التصريحات عبر حسابه على “إكس”، مشيرًا إلى أن الاجتماع، الذي عقد الاثنين 17 شباط، أفضى إلى تفاهمات تحل الخلافات مع دمشق، غير أن هذه التصريحات سرعان ما اصطدمت ببيانات رسمية متتالية من “قسد”، و”مسد”، و”الإدارة الذاتية”، لم تأتِ على ذكر أي اتفاق من هذا النوع.
تناقض في الروايات.. ما حقيقة ما جرى؟
في بيانها الرسمي، أكدت “الإدارة الذاتية” أن الاجتماع الثلاثي شدد على أهمية إنجاح الحوار مع دمشق، لكنه لم يشر إلى أي قرار بشأن دمج المؤسسات الأمنية ضمن الجيش السوري.
البيان تحدث عن لقاءات محلية شملت ممثلين من مختلف فئات المجتمع في شمال وشرق سوريا، ركزت على قضايا مثل عودة المهجرين ودمج المؤسسات العسكرية والإدارية، لكنه لم يمنح شرعية واضحة لما أعلنه الإدلبي.
أما “قسد”، فقد اختارت عنوانًا لبيانها يركز على ضرورة تحمل الإدارة الجديدة في دمشق مسؤولياتها تجاه وقف إطلاق النار، مؤكدة أهمية الحوار، لكنها لم تتطرق إلى أي خطوة تنفيذية تتعلق بالاندماج مع الجيش السوري، كما شددت على ضرورة إيجاد حلول للقضايا الخلافية عبر آليات مناسبة، بما في ذلك موضوع دمج المؤسسات، لكن دون حسم أي قرار بهذا الصدد.
بيان “مسد” جاء في الاتجاه ذاته، مؤكدًا الحاجة إلى وقف إطلاق النار قبل المضي قدمًا في أي تفاهمات مع دمشق، ما يعزز الانطباع بأن ما طرحه الإدلبي قد يكون مجرد رؤية شخصية أو استنتاج غير دقيق لما جرى داخل الاجتماع.
رسائل متضاربة.. هل نحن أمام تحول حقيقي أم مجرد بالون اختبار؟
توقيت هذه التصريحات يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت تعبّر عن توجه جديد داخل “قسد” تجاه دمشق، أم أنها مجرد اجتهاد فردي سبق البيانات الرسمية التي تجنبت الحسم في هذه القضية، فهل ما جرى مقدمة لاتفاق قادم، أم مجرد خطوة تكتيكية للضغط على أطراف إقليمية ودولية؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.
