أخبار البلدحوادث

مجزرة جديدة تكشفها الأقبية.. مقبرة جماعية في سبينة وضحايا محاصرون بين النيران

في مشهد يعيد إلى الأذهان فظائع الحرب، عثر الدفاع المدني السوري، أمس الثلاثاء، على مقبرة جماعية جديدة تضم بقايا جثث متفحمة في قبوين منفصلين ببلدة سبينة في ريف دمشق.

ووفقًا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس، فإن المقبرة تحتوي على ما لا يقل عن 26 جثة، بينهم رجال ونساء وأطفال، بدت على بقاياهم آثار طلقات نارية وحروق، ما يعزز الشهادات السابقة عن الجرائم التي ارتكبها النظام السوري السابق بحق المدنيين.

أعضاء الخوذ البيضاء استخرجوا رفات الضحايا، حيث تم تسجيلها وترميزها قبل نقلها على متن شاحنات، في عملية قد تستغرق سنوات للكشف عن هويات الضحايا وملابسات مقتلهم.

عرفنا أنهم مخابرات الأسد.. لكن الصمت كان أكثر أمانًا

محمد الحرفي، أحد سكان المبنى الذي عُثر فيه على الجثث، كشف لـ”أسوشيتد برس” أن رائحة الجثث المتحللة كانت تفوح بقوة عندما عادت عائلته إلى سبينة عام 2016، بعد سنوات من النزوح بسبب القصف. لكن رغم اكتشافهم للجثث، اختاروا الصمت خوفًا من انتقام النظام السابق، لأنهم كانوا يعلمون أن مخابرات الأسد هي من ارتكبت المجزرة.

أما محمد شبات، الذي كان يسكن في المبنى الثاني حيث عُثر على الجثث، فقد غادر سبينة عام 2012 وعاد إليها عام 2020، ليصدم بالمشهد ذاته. ورغم مطالبة الأهالي بإزالة الجثث، لم يتعاون أحد، حسب قوله.

شبات يعتقد أن الضحايا كانوا من المدنيين الفارين من حي العسالي القريب، عندما اشتدت المعارك جنوب دمشق، مضيفًا:
كانوا يحاصرون الناس في الأقبية، يشعلون الإطارات ويحرقونهم أحياء، ثم يتركون الجثث. هناك العديد من الأقبية مثل هذا، مليئة بالهياكل العظمية.

جرائم الأسد تتكشف بعد سقوطه

مقبرة سبينة ليست سوى واحدة من عشرات المقابر الجماعية التي تم اكتشافها منذ سقوط نظام بشار الأسد وهروبه إلى موسكو في 8 ديسمبر 2024.

عبد الرحمن المواس، أحد عناصر الدفاع المدني السوري، أكد لـ”أسوشيتد برس” أن الفرق المختصة عثرت منذ 28 نوفمبر 2024 على أكثر من 780 جثة مجهولة الهوية، معظمها في قبور ضحلة أو أماكن مخفية، كشفها السكان المحليون أو حفرتها الحيوانات.

هذه العملية ستستغرق سنوات، يقول المواس، موضحًا أن الجثث تُنقل إلى الأطباء الشرعيين لتحديد الهويات، وأسباب الوفاة، ووقت حدوثها، مع محاولة مطابقتها مع أقارب محتملين.

وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، التابعة للأمم المتحدة، قد أكدت سابقًا أن النظام السوري السابق ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهي جرائم ما زالت آثارها تتكشف، حتى بعد سقوطه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى