أخبار البلد

اختلاس ضخم يزلزل أروقة “التربية” في ريف دمشق.. وتكشّف تفاصيل شبكة تزوير وأوراق مدفونة منذ سنوات

بدأت قضايا الفساد تتساقط واحدة تلو الأخرى في وزارة التربية، لتكشف هذه المرة عن قضية اختلاس بمليارات الليرات، كان بطلاها اثنان من معتمدي الرواتب في دائرة المحاسبة بتربية ريف دمشق، حيث استطاعا على مدار ثماني سنوات تزوير جداول الرواتب، مما أدى إلى اختلاس حوالي ثلاثة مليارات ونصف المليار ليرة سورية، وفقاً لما كشفت عنه مصادر مطّلعة.

فبحسب معلومات حصلت عليها صحيفة “تشرين”، استغلّ المعتمدان الثغرات في نظام الرواتب ليضخّما كتلتهما المالية عبر تزوير الأرقام وإضافة مبالغ غير مستحقة، ليجري القبض عليهما في نهاية المطاف من قِبل الجهات المختصة، قبل أيام من محاولتهما الهروب خارج البلاد.

كيف تمّت عمليات الاختلاس؟

ووفقاً للتحقيقات الأولية، بدأت عمليات التزوير منذ عام 2016 واستمرت حتى عام 2024، حيث استغلّ المعتمدان قدرتهما على الوصول إلى واجهة البرنامج الوزاري لجداول الرواتب، وعن طريق تعديل الأرقام والتلاعب في قيم الرواتب الشهرية، تمكنا من تمرير أرقام ضخمة دون أن تُلحظ لفترة طويلة، وسط استغراب من حجم الإهمال في الرقابة والتدقيق المالي.

وبينما لم يصدر تصريح رسمي من مدير تربية ريف دمشق الدكتور عبد الحليم اليوسف حول القضية، أكدت مصادر من داخل المديرية توقيف المتهمين وتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في هذه العملية، وتشير المعلومات المتوفرة إلى تغريم المتهمين بقيمة المبلغ المختلس بالإضافة إلى غرامة قدرها 100 مليون ليرة، رغم امتناع الجهات المعنية عن الإفصاح عن الوثائق الخاصة بذلك.

هل مرت عمليات الاختلاس دون علم أحد؟

تطرح هذه القضية تساؤلات حول كيفية مرور عمليات التزوير لثماني سنوات دون أن تُكتشف، رغم أنها تمر عبر عدة مراحل من التدقيق، فمن شعبة الأجور إلى شعبة التصفية ثم إلى مراحل التدقيق والمطابقة، كان من المفترض أن تُلاحظ أي اختلافات مالية، لكن يبدو أن حالة من الإهمال واللامبالاة في بعض الأقسام سهّلت تمرير هذه العمليات الاحتيالية، أو ربما تغاضى البعض عن هذا التلاعب.

علامات استفهام تستدعي التحقيق العاجل

ما زالت علامات الاستفهام حول هذه القضية تتكاثر؛ كيف استطاع المعتمدان تضخيم كتلتهما المالية بهذا الشكل دون أن يثير ذلك الشكوك؟ وهل سيقتصر تغريمهما على المبلغ المختلس فقط، أم سيتم احتساب الفارق وفقاً لسعر الصرف في السنوات الماضية، خصوصاً مع الفارق الكبير بين قيمة العملة اليوم وعام 2016؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى