وفد تركي يستعد لزيارة سوريا لبحث عودة اللاجئين.. وتداعيات على قطاع المنسوجات في حال عودتهم
يبدو أن ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم يخطو خطوات جديدة على الساحة التركية، حيث أعلن رئيس اتحاد بلديات تركيا ورئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، أن وفداً من اتحاد البلديات يستعد قريباً لزيارة سوريا في مسعى لتعزيز العلاقات الثنائية بين المدن وإيجاد حلول مستدامة لأزمة اللاجئين.
خطوات تنسيقية تحت مظلة الدبلوماسية
تصريحات إمام أوغلو جاءت عقب اجتماع مجلس إدارة بنك التنمية التركي في العاصمة أنقرة، حيث أكد أن الهدف الأساسي من الزيارة هو دراسة احتياجات المدن السورية المتضررة من الحرب، وعلى رأسها دمشق، والعمل على إعادة بناء التعاون البلدي على أسس أكثر استدامة.
وأشار إلى التنسيق الجاري مع وزارة الخارجية التركية والسفارة في دمشق لضمان نجاح هذه المبادرة، قائلاً:
“نأمل أن تكلل جهودنا بالنجاح قريباً، وأن نستفيد من خبرات بلدياتنا لمساعدة الحكومات المحلية السورية”.
اللاجئون بين العودة والضغط على البلديات
أكد إمام أوغلو على الأثر الكبير الذي تتركه أزمة اللاجئين على البلديات التركية، خاصة في ظل الصعوبات المالية والديون المتراكمة، وصرح بأن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية وشرفية، معتبراً أن إحلال السلام في سوريا هو المفتاح لحل هذه الأزمة بشكل جذري.
وأضاف:
“دعم استقرار سوريا ليس مجرد واجب إنساني، بل هو مسؤولية دبلوماسية لإنهاء معاناة الحرب ومساعدة سوريا على النهوض مجدداً”.
قطاع المنسوجات: أزمة محتملة
من جهة أخرى، تتزايد المخاوف من تأثير عودة السوريين على قطاعات حيوية في تركيا، فعلى سبيل المثال، قطاع المنسوجات، الذي يضم 1.5 مليون عامل سوري، يتوقع مغادرة حوالي 150 ألف تقني، مما قد يؤدي إلى أزمة في الصناعة.
أردوغان: معابر مفتوحة ورياح تغيير
في سياق متصل، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إعادة فتح معبر “يايلداغي” الحدودي، المغلق منذ عام 2013، لتسهيل حركة اللاجئين العائدين.
وقال أردوغان:
“رياح التغيير التي تهب على سوريا ستعود بالنفع على الجميع، ومع استقرار الأوضاع هناك ستزداد أعداد العائدين طوعياً”.
مشهد معقد ورهانات مفتوحة
بين التصريحات الرسمية والمخاوف الاقتصادية، يبقى السؤال: هل ستنجح تركيا وسوريا في تحويل هذه المبادرات إلى واقع ملموس يعيد اللاجئين ويحقق التوازن المطلوب؟