أخبار البلدجامعات ومدارس

وزارة التربية تحدث المناهج الدراسية: تغييرات مثيرة للجدل تطال التاريخ والدين

أعلنت وزارة التربية عن تغييرات شاملة في المناهج الدراسية لجميع المراحل التعليمية، أثارت موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

التعديلات لم تقتصر على تحديث المحتوى فحسب، بل طالت موضوعات جوهرية في تاريخ سوريا القديم والحديث، مع حذف وإعادة صياغة مواد تتعلق بمفاهيم دينية وتاريخية، وصولاً إلى استبدال نصوص وصور في الكتب المدرسية.

تعديلات تطال شخصيات ورموز تاريخية

أثارت إحدى أبرز التعديلات جدلاً واسعاً، حيث جرى وصف زنوبيا، ملكة تدمر الشهيرة، بأنها شخصية خيالية، وحُذف تاريخ الآراميين والكنعانيين من المناهج، كما اختفت الإشارات إلى شريعة “حمورابي” وتطور القوانين، إلى جانب حذف فقرات حول الآلهة القديمة من كتب التاريخ والفلسفة.

تغييرات في التربية الدينية: من “المغضوب عليهم” إلى “اليهود والنصارى”

في خطوة لافتة، جرى استبدال تعبير “المغضوب عليهم” و”الضالين” في مادة التربية الدينية بالصف الأول بعبارة “اليهود والنصارى”، كما استبدلت “طريق الخير” بـ “طريق الإسلام”، وأثارت هذه التعديلات ردود فعل غاضبة بين المواطنين الذين اعتبروها تشويهاً للمفاهيم الدينية.

حذف إرث العثمانيين وإعادة كتابة التاريخ الحديث

التعديلات شملت أيضاً حذف جميع الفقرات المتعلقة بالدولة العثمانية، التي كانت توصف في المناهج السابقة بأنها “سلطة غاشمة”، إلى جانب حذف الفقرات المتعلقة بـ”حرب تشرين التحريرية” ورموز النظام السوري السابق.

العلوم والأدب: تطور الحياة والدماغ خارج المناهج

في مادة العلوم للصف الثالث الثانوي العلمي، تم حذف وحدة كاملة حول “أصل وتطور الحياة”، بما في ذلك فقرة “تطور الدماغ”، أما مادة اللغة العربية، فقد شهدت حذف نصوص مثل النشيد السوري السابق “حماة الديار”.

استبدال “الأخوة الإنسانية” بـ”الأخوة الإيمانية”

أعيدت صياغة عبارات في كتب التربية الإسلامية، حيث استبدلت “الشهادة في سبيل الوطن” بـ “الشهادة في سبيل الله”، و”يحكمه قانون العدل” بـ “يحكمه شرع الله”، بينما استبدل مفهوم “الأخوة الإنسانية” بـ”الأخوة الإيمانية”.

تباين ردود الفعل

الوكالة السورية للأنباء “سانا” وصفحة وزارة التعليم على فيسبوك نشرتا نسخة من التعديلات، مع تعميم صادر عن الوزير نذير القادري، وبينما اعتبر البعض التعديلات ضرورة لتحديث المناهج بما يتماشى مع “الثوابت”، رأى آخرون أنها محاولة لإعادة صياغة الهوية السورية بطريقة مثيرة للجدل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى