أخبار البلدمال و أعمال

هل من مجيب؟..كارثة تهدد الثروة الحيوانية في السويداء: الأعلاف غائبة والتهريب هو الحل الأخير!

في مشهد يزداد قتامة يومًا بعد يوم، يعاني مربو الأغنام والماعز والأبقار في محافظة السويداء أزمة خانقة تهدد استمرارية عملهم وتضعهم على حافة الانهيار.

وأدت أزمة نقص الأعلاف وارتفاع أسعارها الجنونية إلى إضعاف قطعانهم، ما أسفر عن هزال واضح، حالات إجهاض متكررة بين الإناث، وانخفاض كبير في إنتاج الحليب، وفقًا لما أكده مربون تحدثوا لوسائل الإعلام المحلية.

أعلاف بأسعار خيالية وقرارات حكومية مثيرة للجدل

المربون يحمّلون الحكومة مسؤولية أزمتهم بسبب غلاء الأعلاف واحتكارها من قبل القطاع الخاص، حيث وصل سعر طن الشعير إلى 5 ملايين ليرة سورية، وطن النخالة إلى 2 مليون ليرة، وهي أرقام تعجيزية بالنسبة لغالبية المربين.

ورغم مطالباتهم المتكررة بزيادة الكميات الموزعة ضمن الدورات العلفية، إلا أن الردود الحكومية كانت دون المستوى المطلوب، مما دفع الكثيرين إلى تقليص أعداد قطعانهم عبر البيع أو حتى اللجوء إلى التهريب لتغطية نفقات التربية.

أزمة النقل وفوضى التصدير والاستيراد

ارتفاع أسعار المازوت أضاف عبئًا جديدًا على كاهل المربين. فقد أصبح نقل الماشية إلى الأسواق، سواء للبيع أو الذبح، معضلة حقيقية بسبب اضطرارهم لشراء المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، وبينما تمنع الحكومة تصدير الأغنام إلى الخارج، تسمح باستيراد لحوم الأبقار، ما أدى إلى انخفاض الأسعار محليًا وزيادة خسائر المربين.

النتائج كارثية: تهريب وإجهاض وهزال

بالتوازي مع ذلك، يشهد القطاع الحيواني حالة من الهزال وسوء التغذية أثرت على صحة الماشية وإنتاجيتها، فيما تفشت جرثومة بين إناث الأغنام أدت إلى حالات إجهاض جماعية، وفقًا لتصريحات رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة السويداء.

الجرثومة التي تم اكتشافها وانتشارها في عدة محافظات أخرى، زادت من معاناة المربين الذين أكدوا أن الوصول للعلاج غالبًا ما يتم بعد تفاقم الأوضاع.

مطالب ملحة وسط تجاهل حكومي

أصحاب القطعان يرفعون أصواتهم مطالبين بحلول عاجلة:

  • زيادة كميات الأعلاف الموزعة بأسعار مدعومة.
  • إعادة النظر في قرارات التصدير والاستيراد بما يخدم مصالح المربين.
  • توفير المازوت لمركباتهم لتسهيل عمليات النقل.

الأزمة التي وصفها المربون بأنها “كارثية” تهدد بتوقف تربية المواشي في السويداء، مما قد يؤدي إلى آثار خطيرة على الأمن الغذائي الوطني. لكن يبقى السؤال: هل من مجيب؟

 

محمد العلي سرحان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى