موسكو تمهد لتقارب تركي-سوري.. اجتماع رباعي مرتقب وتوافق على الانسحاب التركي من سورية
وسط أجواء التصريحات المتواصلة من الجانبين الروسي والتركي، يبدو أن ثمة تحركات جدية تُعدّ على طريق التقارب بين دمشق وأنقرة. تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة، التي تحدث فيها عن التحضير لاجتماع رباعي بين روسيا وتركيا وسوريا وإيران، تكشف عن تقدم في الجهود الروسية لتهيئة الظروف للتقارب بين الطرفين السوري والتركي.
مصدر دبلوماسي عربي، رفض ذكر اسمه، أشار لـ”الوطن” إلى أن موسكو ربما تكون قد أتمت إعداد جدول أعمال الاجتماع المرتقب، والمتوقع عقده نهاية هذا الشهر.
وأضاف المصدر أن الأجندة تتضمن قضايا رئيسية مثل تعريف الأطراف المعنية بمن هم “الإرهابيون”، ووضع آليات للتعاون في مكافحة الإرهاب، فضلاً عن تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وهو مطلب أساسي لدمشق في أي عملية تطبيع للعلاقات.
وتطرّق المصدر أيضًا إلى احتمال إعادة طرح تعديل “اتفاقية أضنة” كصيغة جديدة للتعاون بين سورية وتركيا من أجل ضبط أمن الحدود المشتركة، مؤكدًا أن موافقة جميع الأطراف، وخصوصًا دمشق، ضرورية لتفعيل هذه الخطوات.
وفي حديثه لقناة “روسيا اليوم”، أكد لافروف على أهمية التحضير لاجتماع جديد قريبًا، معربًا عن ثقته في عقده، ومشيرًا إلى اهتمام روسيا بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.
ولفت للمرة الأولى إلى موافقة تركيا على الانسحاب من سوريا، لكنه أشار إلى عدم الاتفاق حتى الآن على معايير محددة لهذا الانسحاب.
تزامنت تصريحات لافروف مع مواقف مماثلة من الجانب التركي، حيث وصف وزير الدفاع التركي يشار غولر كلمة الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب بـ”الإيجابية للغاية”، مؤكدًا على إمكانية حل المشكلات بين البلدين وعودة العلاقات إلى طبيعتها.
وعلى نفس السياق، أبدى رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش استعداده للقاء رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ، معتبرًا أنه لا يوجد عداء بين الشعبين السوري والتركي، مما يعزز التفاؤل بإمكانية تجاوز الخلافات وبدء صفحة جديدة من التعاون.