
مشيخة عقل السويداء تعلق على زيارة الوفد الدرزي إلى إسرائيل والعلاقة مع دمشق
في ظل التوترات التي تشهدها السويداء، علق شيخا العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع على الأحداث الأخيرة، وخاصة الجدل الذي أثير حول زيارة وفد ديني درزي إلى الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل.
مشيخة العقل.. زعامة دينية متوارثة
تعد مشيخة العقل في السويداء المؤسسة الدينية الأعلى لطائفة الدروز، وتُورَّث زعامتها ضمن ثلاث عائلات رئيسية: الهجري، جربوع، والحناوي، وفي الوقت الحالي، يتولى المشيخة كلٌّ من يوسف جربوع، حمود الحناوي، وحكمت الهجري، لكن الخلافات بينهما واضحة، لا سيما في الموقف من العلاقة مع دمشق وإدارة شؤون المحافظة.
موقف يوسف جربوع من زيارة الوفد الدرزي إلى إسرائيل
في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز”، الجمعة 14 آذار، أوضح الشيخ يوسف جربوع أن زيارة الوفد الدرزي إلى إسرائيل كانت ذات طابع ديني، مشيرًا إلى أن مشيخة العقل طلبت التمهل بسبب غياب أي اتفاقيات سلام بين سوريا وإسرائيل. وأضاف أن المشيخة حذّرت من استغلال هذه الزيارة لأغراض سياسية، مؤكداً أن أطرافاً عدة في السويداء غير راضية عنها.
العلاقة مع حكومة دمشق
وحول طبيعة العلاقة بين السويداء ودمشق، شدد جربوع على ضرورة التواصل مع الحكومة لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة في المحافظة، من خدمات ومراكز شرطة، مشيراً إلى أن دمشق استجابت لبعض المطالب، لكنه فوجئ بتوقيع مذكرة تفاهم معها دون تنسيق مسبق.
وأشار إلى أن بعض الجهات في السويداء رفضت المذكرة بسبب فقدان الثقة في حكومة دمشق، معتبرًا أن هذا التخوف مشروع، لكنه أبدى تفاؤله بالخطاب الجديد الذي تتبناه الدولة، واصفًا إياه بـ”الإيجابي” فيما يتعلق بالتعاون داخل المحافظة.
لا اتفاق على غرار “قسد“
نفى جربوع الحاجة إلى أي اتفاق مشابه لما وقعته دمشق مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، موضحًا أن الدولة يمكنها الدخول إلى السويداء، وهناك تواصل مستمر معها، مؤكدًا أن وضع المحافظة يختلف عن وضع “قسد”.
وأضاف أن حكومة دمشق “أمر واقع” تحظى باعتراف دولي، وقد أبدت تجاوبًا مع مطالب السويداء، لكنه أشار إلى أن الجرائم التي شهدتها مناطق الساحل زادت من مخاوفهم تجاه السلطات الجديدة، مما عزز حالة عدم الثقة.
موقف من تصريحات إسرائيل بشأن حماية الدروز
وحول التصريحات الإسرائيلية التي تحدثت عن “حماية الدروز في سوريا”، اعتبر جربوع أنها محاولة لعزل الطائفة عن محيطها العربي والإسلامي لأهداف سياسية، مؤكدًا أنه لا يوجد خطر محدق يستدعي طلب الحماية، وأضاف: “هناك أطراف تحاول إضعافنا، لكننا قادرون على حماية أنفسنا بأنفسنا”.
من جانبه قال الشيخ حمود حناوي لقناة الحدث الخميس الماضي: “نحن ملتزمون بالقضية الوطنية ولا نخرج عن هذا الانتماء، نحن جزء من الشعب السوري والطريق إلى دمشق لم ينقطع، ونلتزم بالسيادة و المواطنة السورية”.
وأكد الحناوي أن أبناء السويداء ليسوا مسؤولين عن التدخل الإسرائيلي ولم يطلبوا ذلك، مضيفًا “نحن لسنا ضعفاء ولا نحتاج من يدافع عنا”.