مخلفات الحرب في سوريا.. قتلى وجرحى مع استمرار الخطر
مع تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تتزايد مأساة المدنيين بسبب انفجار مخلفات الحرب في مناطق عدة، حيث لم تسلم العائلات العائدة من خطر الألغام والقذائف غير المنفجرة التي تركها النظام السابق.
انفجار يودي بحياة عائلة في درعا
في حادث مأساوي جديد، قتلت امرأة وطفلة وأصيب عشرة مدنيين، معظمهم من عائلة واحدة، إثر انفجار وقع داخل منزل سكني في درعا، صباح اليوم الثلاثاء.
وبين المصابين سبعة أطفال وامرأتان ورجل، وبعضهم يعاني من إصابات خطرة، ووفقًا لـ”الدفاع المدني السوري”، تشير المعطيات الأولية إلى أن الانفجار ناجم عن ذخائر أو مخلفات حرب.
ضحايا آخرون في حماة واللاذقية
وأمس الاثنين، شهدت سوريا حادثتي انفجار أخريين:
- في قرية السرمانية بسهل الغاب، انفجر لغم أرضي أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخر.
- في ريف اللاذقية الشرقي، أصيب شاب بجروح خطيرة جراء انفجار لغم في منطقة جبلية قرب قرية برزة.
تصاعد الخطر بعد سقوط النظام
بعد انسحاب قوات النظام من العديد من المناطق، بدأ المدنيون بالعودة إلى منازلهم وأراضيهم، لكنهم وجدوا أنفسهم وسط حقول ألغام ومخلفات حرب خطرة.
ووفق إحصائيات الدفاع المدني السوري، قُتل 40 شخصًا بينهم 8 أطفال وامرأة، وأصيب 65 آخرون بينهم 28 طفلًا بجروح بليغة، خلال الفترة بين 27 أكتوبر/تشرين الأول 2024 و19 يناير/كانون الثاني 2025.
جهود الدفاع المدني لتطهير المناطق
“الدفاع المدني السوري” يعمل على تخفيف الخطر عبر عمليات تطهير واسعة، فمنذ 26 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 18 يناير/كانون الثاني، نفذت الفرق 659 عملية إزالة مخلفات حرب، شملت التخلص من أكثر من 1060 ذخيرة غير منفجرة، وتحديد 134 حقل ألغام في إدلب وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية. كما قُدمت 330 جلسة تدريب عملي لتوعية السكان حول مخاطر الألغام.
معاناة مستمرة
هذه المخلفات، التي تعتبر إرثًا قاتلًا تركه النظام السابق، لا تهدد حياة السوريين فحسب، بل تعرقل عودتهم إلى منازلهم وأعمالهم في الأراضي الزراعية. ومع كل خطوة في طريق العودة، يواجه المدنيون خطرًا حقيقيًا، في رحلة تبدو طويلة وشاقة نحو الأمان.