منوعات

كاليفورنيا تحترق.. الأعاصير النارية تُهدّد رجال الإطفاء وسط أسوأ موجة حرائق في تاريخ الولاية

يواجه رجال الإطفاء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تحدياً جديداً وغير مألوف: الأعاصير النارية، حيث تعتبر الظاهرة نادرة وخطيرة نا أثارت مخاوف المختصين الذين يتوقعون حدوثها في ظل الظروف الجوية الحالية.

تحذيرات الأرصاد وظروف مثالية للكوارث
وحذّرت هيئة الطقس الوطنية من أن مزيج الرياح العاتية والجفاف الشديد خلق بيئة “خطرة بشكل خاص”، ما يجعل انتشار الحرائق سريعاً وغير متوقع.
ورغم أن التحذيرات الرسمية لم تذكر الأعاصير النارية بشكل مباشر، إلا أن عالم الأرصاد الجوية، تود هول، أكد أن “الظروف المتطرفة الحالية تجعل هذه الأعاصير محتملة الحدوث”.

وفقًا لمجموعة التنسيق الوطنية لحرائق الغابات، تُعرّف الأعاصير النارية أو “دوامات النار” بأنها دوامات هوائية محمّلة باللهب والدخان والحطام، تنشأ نتيجة الحرارة الشديدة الناجمة عن حرائق الغابات الكبيرة.

حرائق مدمرة وضحايا بالمئات
تشهد كاليفورنيا سلسلة حرائق ضخمة، أبرزها حريق “باليساديس” الذي التهم أكثر من 23,700 فدان غرب لوس أنجلوس، وحريق “إيتون” في جبال سان غابرييل شمال باسادينا، والذي دمر آلاف المنازل وشرّد الآلاف.

وفيما تتواصل جهود الإطفاء، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 25 شخصاً، من بينهم 17 في حريق “إيتون”، مما يجعله من بين الأكثر دموية في تاريخ الولاية.

لماذا هذه الحرائق الآن؟
شهدت كاليفورنيا شهوراً طويلة من الجفاف، مما حول الغطاء النباتي إلى وقود جاهز للاشتعال. ومع وصول رياح سانتا آنا الجافة والقوية، التي ترتبط بأكثر الحرائق تدميراً في المنطقة، اندلعت النيران بشكل متزامن وفي أماكن متفرقة.

جهود الإطفاء وتحديات السيطرة
على الرغم من إحراز تقدم كبير في احتواء بعض الحرائق، إلا أن التحديات لا تزال قائمة. يُتوقع أن تتصاعد سرعة الرياح مجدداً، ما يهدد بزيادة انتشار الحرائق.

أضرار جسيمة وأوامر إخلاء صارمة
ألحقت الحرائق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية، حيث دمّر حريق “باليساديس” أكثر من 5,000 مبنى، في حين أضرّ حريق “إيتون” بـ 7,000 مبنى، من بينها مدارس ومنازل ومؤسسات.

فرضت السلطات حظر تجوال في المناطق المتضررة، واعتقلت أكثر من 39 شخصاً بتهم تشمل النهب وحيازة أدوات السطو.

إلى أين يتجه الوضع؟
مع استمرار الظروف الجوية الصعبة، يواجه رجال الإطفاء سباقاً مع الزمن للسيطرة على الحرائق، وسط تحذيرات من احتمالية حدوث أعاصير نارية تزيد من تعقيد المهمة.

هذه الكارثة تذكّر مرة أخرى بخطورة التغير المناخي وآثاره، التي تجعل كوارث مثل حرائق كاليفورنيا أكثر تكراراً وشدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى