“عالم وهمي” وضحايا مخدوعون: تفاصيل مثيرة عن عملية “البيجر”
كشف اثنان من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين تفاصيل جديدة حول عملية سرية استهدفت عناصر من “حزب الله” اللبناني، وذلك خلال مقابلة مثيرة في برنامج “60 دقيقة“ على قناة “سي بي إس” الأمريكية.
العميلان، اللذان ظهرا بأقنعة وبأصوات معدلة لإخفاء هويتهما، تحدثا عن خطة بدأت قبل عقد من الزمن وشملت أجهزة اتصال “ووكي توكي” وأجهزة نداء لاسلكية “بيجر” معدلة بطريقة مدمرة.
البداية: “ووكي توكي” مفخخ
بدأت العملية عام 2013، حين باعت الاستخبارات الإسرائيلية أجهزة “ووكي توكي” مزودة بمتفجرات مخفية إلى “حزب الله”، دون علم الأخير، حيث لم يتم تفعيل تلك المتفجرات إلا قبل ثلاثة أشهر، وفقاً للعميل الذي أُطلق عليه اسم “مايكل”. وقال: “لقد أنشأنا عالماً وهمياً حيث ظن حزب الله أنه يتعامل مع مصادر موثوقة”.
المرحلة الثانية: أجهزة “البيجر” المفخخة
في عام 2022، اكتشف جهاز الموساد أن “حزب الله” بدأ باستخدام أجهزة نداء لاسلكية “بيجر” من شركة تايوانية. فقام الإسرائيليون بإعداد نسخة مفخخة من الأجهزة، والتي اختُبرت بعناية لضمان أن تسبب ضرراً فقط للمستخدم المستهدف دون إيذاء المحيطين.
“جابرييل”، العميل الآخر، أوضح كيف تم التلاعب بحزب الله لدفعه لتبني الأجهزة الجديدة:
تم تصميم أجهزة “البيجر” المفخخة لتبدو أكثر تطوراً، مع ميزة مقاومة الغبار والماء وعمر بطارية أطول.
رُوجت لهذه الأجهزة عبر إعلانات مزيفة على يوتيوب.
استُخدمت شركات وهمية، بما في ذلك شركة في المجر، لخداع الشركة التايوانية المصنعة ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها.
“النغمة القاتلة”
أحد أكثر التفاصيل إثارة تمثل في اختيار نغمة الرنين لأجهزة “البيجر”. حيث أجرى الموساد اختبارات مكثفة للعثور على نغمة تُشعر حامل الجهاز بأهمية الرسالة، ما يدفعه لإخراج الجهاز سريعاً، مسبباً الانفجار.
انفجار سبتمبر: ذروة العملية
في سبتمبر الماضي، تم تفجير الأجهزة المفخخة بشكل متزامن، ما ألحق الضرر بعناصر من حزب الله في مواقع متفرقة. العملية، التي استغرقت 10 سنوات من التحضير، أبرزت مرة أخرى تعقيد التكتيكات الاستخباراتية التي تستخدمها إسرائيل ضد خصومها في المنطقة.
الخلاصة
بإفشاء هذه التفاصيل، يبدو أن الموساد أراد إرسال رسالة واضحة عن إمكانياته الاستخباراتية المتقدمة، وفي المقابل، سيبقى هذا الكشف محفزاً لـ”حزب الله” وداعميه لإعادة النظر في قنوات الشراء والشركاء التجاريين المحتملين.