أخبار البلد
سوريا بين العلمانية والإسلامية.. جدل المصير بعد 13 عاماً من الحرب
خاص، سيريالايف: محمد ديب بظت
يتخذ العلم مسارا مغايرا كما تحركه الأيادي تماما كاختلاف آراء الشعب السوري حول المصير السياسي لبلاده، فمن أقصى اليمين توسطت نسوة في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، ساحة سعد الله الجابري بمدينة حلب، طالبن بدولة إسلامية، والإفراج عن المعتقلين.
ومن أقصى اليسار رفرف العلم السوري جنوبا بالعاصمة دمشق، أول أمس، طالب حاملوه بعلمانية الدولة، وألا تصار سوريا نموذجا آخرا من أفغانستان، الأمر الذي نفاه قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع المعروف قبل هذا ب “أبو محمد الجولاني”.
ومع هذه الرؤى، يظهر الصراع الإسلامي العلماني مجددا، بعد أن خمدت جذوة صراعه المحتدم منذ أحداث حماة عام ١٩٨٢، حينما قضى حزب البعث “العلماني” على التيار الإسلامي المتمثل آنذاك ب”حزب الإخوان المسلمين”، غير أن الصراع الغابر اُستخدم فيه النار وأريق سيل من الدماء، قبل إعلان نهاية التيار الإسلامي السياسي في سوريا.
إلا أن واقع اليوم، يقتضي، على أقل تقدير، بعد أعوام الحرب ال ١٣، أن يختار الشعب السوري مصيره، عند صناديق الاقتراع والتوجه بعد سنوات عجاف البعث العسكرية إلى حق تقرير مصيره، وألا يتخذ الخلاف طابعا مسلحا أو سلطة قمعية كما كان.
ووسط الأمنيات وكذلك المخاوف، يرهف الجميع السمع لهدير محموم تقذفه حناجرهم، سورية حرة حرة، ويحدوهم الأمل في أن تحمل الكلمة كامل مدلولاتها، وتضمن بذلك معاني التعايش السلمي وإبداء الرأي واحترام الحقوق، وأن يكون اللون الأول في علمهم الجديد ربيعا على البلاد بأكملها.