رياح دمشق تكشف عيوب تركيب ألواح الطاقة الشمسية
تسببت الرياح الشديدة التي ضربت مدينة دمشق خلال اليومين الماضيين في تطاير عشرات ألواح الطاقة الشمسية، ما أدى إلى خسائر مادية كبيرة. هذا الحادث أثار تساؤلات حول كيفية تعزيز مقاومة الألواح للرياح وتجنب تكرار مثل هذه الحوادث.
الأخطاء العلمية في التركيب
الباحث في مجال الطاقة المتجددة، باسل سلطان، أوضح أن السبب الرئيسي وراء تطاير الألواح هو الأخطاء العلمية في عملية التركيب، مشيراً إلى أن معظم عمليات التركيب تتم على يد غير مختصين.
وقال سلطان، في تصريحات لتلفزيون الخبر، إن المشكلة تتجاوز مجرد ضعف التثبيت، وتتعلق بعدم اتباع آليات علمية دقيقة.
نظام التتبع الشمسي
أوضح سلطان أن استخدام نظام تتبع آلي للألواح الشمسية يمثل حلاً فعالاً لتقليل تأثير الرياح. هذا النظام يعمل على توجيه الألواح بشكل مستمر نحو الشمس، مما يضمن تعرضها لأقصى كمية من الأشعة الشمسية ويقلل من قوى الرياح المقاومة، وبحسب الدراسات، يمكن أن تزيد هذه التقنية كفاءة الألواح بنسبة تصل إلى 20%.
وأشار إلى أن هذه الأنظمة تعتمد على تحسين زاوية التعرض للشمس، مما يعزز مردود الطاقة ويغطي تكاليف الميزات الهندسية الإضافية المرتبطة بها.
تحسين قواعد التثبيت
لفت سلطان إلى ضرورة تعديل طريقة تركيب الألواح لتصبح أكثر مقاومة للرياح، موضحاً بأن المسافات بين الألواح غالباً ما تكون معدومة، مما يجعلها حائط صد ينهار بسهولة. وبيّن أن الحل يكمن في ترك مسافة لا تقل عن 4 سنتيمترات بين الألواح، مع استخدام هياكل معدنية مرنة بدلاً من الهياكل الحديدية البدائية.
الحاجة للخبرة والاختصاص
أكد سلطان أن تركيب الألواح الشمسية يجب أن يتم على يد مهندسين مختصين أو أشخاص مؤهلين ومدربين من قبل الشركة المصنعة، وفق دليل تقني دقيق، كما شدد على أهمية استشارة المهندسين لضمان الالتزام بالمعايير العلمية والهندسية.
أهمية الحلول الهندسية
الحوادث الأخيرة في دمشق كشفت الحاجة الملحة لاعتماد حلول هندسية مبتكرة واتباع أنظمة متطورة لحماية ألواح الطاقة الشمسية من الكوارث الطبيعية.
ومع زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، يبدو أن تحسين جودة التركيب هو الخطوة الأهم لضمان استدامة هذه الأنظمة في مواجهة الظروف المناخية القاسية.