حصار الحسكة يدخل يومه السابع وسط أزمة إنسانية متفاقمة
يواصل حصار مدينة الحسكة يومه السابع، حيث تستمر ميليشيا “قسد”، المدعومة من الولايات المتحدة، في إغلاق المعابر المؤدية إلى أحياء وسط المدينة وقطع المياه والطحين والمواد الغذائية الأساسية عن الأهالي. وقد أدى هذا الحصار إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية وانقطاع شبه تام لمياه الشرب مع استمرار منع دخول صهاريج المياه إلى المدينة.
وأكد العديد من الأهالي أن خزانات المياه في وسط مدينة الحسكة أصبحت فارغة نتيجة منع الحواجز العسكرية للميليشيات دخول الصهاريج التابعة للمنظمات الأممية والهيئات الإنسانية. مما اضطر بعض الأسر إلى شرب مياه الآبار السطحية التي بدأت تجف، رغم عدم صلاحيتها للشرب وكونها تسبب أمراضًا معوية.
هذا وتوقفت أغلبية المحال التجارية عن البيع بسبب نفاد المواد التموينية، وأغلقت معظم محال سوق الهال أبوابها نتيجة إغلاق معبر الطبقة في الرقة من قبل “قسد”، مما أدى إلى توقف توريد المواد الغذائية. كما انخفضت كميات الخبز بشكل كبير بسبب نقص الطحين وعدم القدرة على توصيله إلى الأفران، واعتمدت الأفران على مخازينها الاحتياطية. توقفت أيضًا العديد من مولدات الكهرباء “الأمبيرات” عن العمل بسبب نفاد الوقود.
وأفاد محمد العثمان، مدير عام مؤسسة المياه، بأن الاعتماد بات على محطات تحلية المياه، التي تعمل بشكل محدود ولا تفي بالغرض في ظل الطلب المتزايد. وتواجه الآبار خطر الجفاف، رغم الجهود الشعبية لحفر آبار جديدة، والتي لم ينجح منها سوى اثنتين.
من جانبه، حذر مدير صحة الحسكة، عيسى خلف، من كارثة صحية وشيكة بسبب الاعتماد على مياه الآبار غير الصالحة للشرب، ما قد يؤدي إلى تفشي أمراض معوية معدية واضطرابات صحية خطيرة.
وفي ظل هذه الأزمة، تجددت الوساطة الروسية لفك الحصار عن الحسكة والقامشلي، حيث وصل وفد روسي إلى الحسكة لإجراء محادثات مع محافظ الحسكة لؤي صيوح.
وفي تطورات أخرى، شنت قوات العشائر العربية هجمات على مواقع ميليشيات “قسد” في ريف دير الزور الشرقي، ملحقة بها خسائر كبيرة. وأفادت مصادر عشائرية بأن قوات العشائر قصفت مواقع “قسد” بالقذائف الصاروخية والهاون، مما أدى إلى تدمير نقاط عسكرية وقتل وجرح العديد من عناصر الميليشيا.
وأشارت المصادر إلى أن “قسد” تتخذ من منازل المدنيين نقاطًا عسكرية، مما دفع العديد من الأهالي للنزوح، في ظل تصاعد المواجهات واستهداف الميليشيا لمنازل المدنيين بحجة الانتماء إلى قوات العشائر.