تقرير.. تصاعد التوترات في مناطق سيطرة الاحتلال التركي على خلفية العنف ضد السوريين بتركيا
قطع الاتصالات والانترنت واحتجاجات وإطلاق نار
شهدت مناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي تصاعدًا حادًا في التوترات، بعد موجة من أعمال العنف التي استهدفت ممتلكات السوريين في ولاية قيصري التركية، بالتزامن مع انتشار أنباء حول تقارب سوري – تركي. الأحداث تطورت بسرعة، مما أدى إلى هجمات على قواعد عسكرية تركية غير شرعية في ريف حلب ومناطق في إدلب.
الاشتباكات تتصاعد وسط قطع الاتصالات وإغلاق المعابر
في خطوة تصعيدية، قطع الاحتلال التركي الإنترنت والاتصالات، وأغلق معبري الراعي وباب السلامة الحدوديين، مع إرسال تعزيزات كبيرة من القوات الخاصة. شهدت مناطق عفرين وإعزاز والباب في ريف حلب الشمالي اشتباكات عنيفة بين القوات التركية ومسلحين موالين لأنقرة، وسط تقارير عن وقوع قتلى ومصابين.
الأهالي ينتفضون ضد التواجد التركي
في بلدة الراعي الحدودية بمنطقة جرابلس شمال شرق حلب، هاجمت مجموعة من الأهالي شاحنات تركية ومنعتها من الدخول إلى الأراضي السورية. وحدثت مواجهات مشابهة في مدينة الباب، حيث أنزل الأهالي، بمساعدة ميليشيات “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا، العلم التركي من نقاط عسكرية ومن معابر الراعي وباب السلامة، وأزالوا الأعلام التركية من مؤسسات عدة في إعزاز والباب وجرابلس وعفرين. في عفرين، تصدت “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الحكومة المؤقتة” المعارضة للأهالي، مما أدى إلى وقوع جرحى.
إطلاق النار على المتظاهرين
في مدينة الأتارب وبلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، أطلق جنود جيش الاحتلال التركي النار على متظاهرين حاولوا مهاجمة قواعد عسكرية تركية، بعد إنزال العلم التركي من معبر الغزاوية الذي يفصل مناطق سيطرة “جبهة النصرة” عن عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.
خلفية الأحداث: أعمال شغب في قيصري التركية
التوترات تفاقمت بعد أعمال شغب في قيصري التركية، حيث اندلعت سلسلة من الاعتداءات والتدمير استهدفت ممتلكات السوريين على خلفية شائعة تتعلق باتهام شاب سوري بالتحرش بطفلة تركية.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقد الخطاب المعادي للأجانب والكراهية التي يستخدمها خصومه السياسيون لتحقيق مكاسب، معتبرًا أن هذا الخطاب ساهم في الأحداث المحزنة في قيصري.
التحديات أمام الحكومة التركية
الكاتب والباحث المختص بالشؤون التركية سركيس قصارجيان أكد لـ”الوطن” أن الاعتداءات على السوريين ليست جديدة، بل تتصاعد حسب الأوضاع الداخلية في تركيا. وأوضح أن الضغوط على اللاجئين السوريين وعمليات الترحيل مستمرة، مشيرًا إلى أن ملف اللاجئين أصبح يشكل عبئًا كبيرًا على الحكومة التركية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد والضغوط المستمرة من المعارضة وخصوم أردوغان لحل هذه المشكلة.