تفشي التهاب الكبد في قرى حماة.. مخاوف من تلوث مياه الشرب وجهود مكثفة للسيطرة على الإصابات
أفاد العديد من سكان قرى “طاحون الحلاوة” و”ساقية نجم” و”عين الورد” و”الرميلة” بمنطقة الغاب، و”العوينة” بناحية عين الكروم في منطقة سلحب، بأن هناك حالات التهاب كبد ظهرت مؤخراً بينهم، وخاصة بين الأطفال.
ويُرجح أن يكون سبب هذا المرض تلوث مياه الشرب بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحي، أو نتيجة استهلاك خضراوات مروية بمياه ملوثة.
وأعرب السكان عن خشيتهم من تفاقم عدد الإصابات في حال عدم اتخاذ الجهات المعنية إجراءات سريعة للحد من انتشار المرض ومعالجة الحالات المكتشفة، مؤكدين أن الوضع خطير وقد يخرج عن السيطرة إذا ما تفشت الإصابات على نطاق واسع.
من جهتها، أكدت سناء المصري، عضو المكتب التنفيذي لقطاع الصحة في محافظة حماة، أن المحافظ أعطى توجيهاته للجهات المعنية بسرعة متابعة شكاوى المواطنين في القرى المذكورة حول الإصابات بالتهاب الكبد، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعرفة الأسباب ومعالجتها فوراً.
وأشارت المصري إلى أن فرقاً من الصحة والمياه والهلال الأحمر العربي السوري تحركت إلى القرى المعنية لإجراء فحوص ميدانية ومعاينة الحالات المصابة وفحص مصادر المياه للتأكد من سلامتها.
كما تم جمع عينات من المياه لتحليلها جرثومياً، ومن المتوقع أن تظهر النتائج خلال 48 ساعة، مما سيساعد في تحديد أسباب الإصابات.
بدوره، أوضح الدكتور محمد نيشي، رئيس المنطقة الصحية بالسقيلبية، أن الإصابات المتواجدة هي التهاب كبد وبائي من النوع “A”، وهي متفرقة في بعض المنازل وليست تفشياً عاماً، مشيراً إلى أن بعض الحالات قد تم علاجها بالفعل.
وأضاف أنه جال مع رئيس المنطقة الصحية بسلحب ووحدة المياه للكشف على كل الحالات وفحص مصادر مياه الشرب، وتبيّن أن الكلورة في المياه طبيعية بنسبة 100%، ومع ذلك، تم إرسال عينات لتحليلها جرثومياً، وستصدر النتائج قريباً.
وأكد نيشي أن احتمال كون المياه هي السبب الرئيسي للإصابات ضعيف للغاية، قائلاً: “لو كانت المياه السبب، لرأينا تفشياً للمرض بين كل أفراد العائلة وليس بين فرد واحد أو اثنين فقط”.
ولفت إلى أن معظم الإصابات ربما تكون نتيجة عدوى وافدة، مثلما حدث في قرية “العوينة” حيث عاد طالبان شقيقان من جامعة حلب إلى قريتهما، وكان أحدهما مصاباً، مما أدى إلى نقل العدوى لأفراد آخرين.