سورية والعالممال و أعمال

تركيا وسوريا.. خطوات جديدة نحو اتفاقية تجارة حرة أكثر شمولًا

أعلنت وزارة التجارة التركية عن التوصل إلى اتفاق مع الجانب السوري لبدء مفاوضات تهدف إلى إعادة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة (FTA) بين البلدين، ولكن هذه المرة بنهج جديد يستهدف تحقيق شراكة اقتصادية أكثر شمولًا.

رؤية جديدة للتعاون الاقتصادي

وأشارت الوزارة، في بيان صدر أمس الجمعة، إلى الاتفاق على التعاون في مجموعة من المجالات الحيوية، تشمل تجارة المنتجات الزراعية، والنقل بشقيه العابر والثنائي، إلى جانب المقاولات والصناعات المختلفة.

وأكد البيان أن الشركات التركية ستلعب دورًا محوريًا في عملية إعادة إعمار سوريا، مع التركيز على تسريع وتيرة تطوير الصناعة السورية وتعزيز الشراكة الصناعية والتجارية لإنعاش الاقتصاد السوري المنهك.

دور الشركات التركية

حتى الآن، اقتصرت أنشطة الشركات التركية على مناطق معينة داخل سوريا، ولكن بحسب الوزارة، فإن التوجه الجديد يستهدف توسيع هذه الأنشطة لتشمل جميع أنحاء البلاد، مع تنسيق الجهود مع الإدارة السورية لتقييم فرص الاستثمار المتاحة بشكل أفضل.

تسهيلات على الحدود

وفي خطوة لتعزيز حركة التجارة بين البلدين، تم الاتفاق على إدارة حركة المرور التجارية المتزايدة عبر المعابر الحدودية بشكل أسرع وأكثر كفاءة، كما ستُعاد دراسة الرسوم الجمركية المطبقة على المنتجات المتبادلة، بما يضمن المساواة بين الدول وتوحيد الإجراءات على كافة البوابات الحدودية.

رسوم موحدة تثير الجدل

وكانت حكومة دمشق المؤقتة أعلنت، في 11 من كانون الثاني، عن توحيد الرسوم الجمركية عبر جميع المنافذ البرية والبحرية والمطارات، مما أثار استياء المصدّرين الأتراك.

ووفقًا لتصريحات مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، فقد تم إصدار نشرة موحدة للرسوم الجمركية بهدف تنظيم العملية التجارية.

لكن القرار تسبب في أزمة لدى المصدرين الأتراك، حيث توقفت آلاف الشاحنات التجارية على الحدود السورية، وعليه إذ ذاك، أشار جلال كادو أوغلو، رئيس جمعية مصدّري الحبوب والبقول والبذور الزيتية في جنوب شرق الأناضول، إلى أن ارتفاع الرسوم الجمركية أوقف حركة الصادرات التركية إلى سوريا، رغم استمرار المفاوضات مع الجانب السوري دون تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن، بحسب ما نقل موقع “إيكونوميم” التركي.

هل تتحقق الانفراجة؟

وتسعى تركيا وسوريا إلى تجاوز العقبات الحالية وتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما، وسط تحديات لوجستية وجمركية كبيرة، ومع بدء المفاوضات الجديدة، يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الجهود في تحقيق نقلة نوعية في العلاقات التجارية بين البلدين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى