القطاع الطبي في سورية يحتاج إلى طبيب
نقص الكفاءات الطبية في سورية: الهجرة تتسبب في أزمة صحية متفاقمة
تعيش سورية حالة من النقص الحاد في الكفاءات الطبية، حيث يتسارع الأطباء والخبراء نحو الهجرة بحثًا عن حياة أفضل، مما يفاقم الأوضاع الصحية في البلاد.
ويعيش الشباب الطموح تحديات كبيرة في مواجهة إغراءات مادية وفرص عمل أفضل في الخارج، مما يجعلهم يتجهون نحو الهجرة ويتركون قطاع الصحة المحلي في حالة نقص حاد.
منذ بداية الأزمة في عام 2011، غادر نحو 25 ألف طبيب البلاد، وفقاً لإحصائية نقلتها وسائل إعلام محلية، مما أثر سلباً على البنية الطبية في سورية.
وساهمت القرارات والتشريعات في القطاعين الصحي والتعليم العالي في تفاقم المشكلة، حيث تظهر بعض القوانين كمحفز قوي للهجرة، بما في ذلك نظام الدراسات العُليا الذي يفرض فترات زمنية طويلة.
التحديات التي يواجهها الطلاب المتفوقين لدراسة الطب تزيد من صعوبة مواجهة السنة التحضيرية والتكاليف العالية للدراسة، أما فترة الدراسة الطويلة والمعقدة للماجستير والامتياز بعد التخرج تشكل عائقاً إضافياً، مما يشجع على اتخاذ قرار الهجرة.
النقص في الكفاءات الطبية يتسبب في تراجع حاد في تقديم الخدمات الصحية، حيث يفتقد القطاع الصحي إلى اختصاصيين ذوي خبرة، وكذلك يعاني من نقص الخريجين الجدد، أما القطاع الخاص لا يستطيع منافسة المشافي الكبيرة في القطاع العام، مما يجعل الأطباء يتجهون إلى الهجرة.
ورغم هذه التحديات، يتمسك الكثيرون بأمل في عودة الكفاءات المُهاجرة بعد اكتسابهم الخبرة اللازمة، ليسهموا في إعادة بناء القطاع الصحي في سورية، فالحل يكمن في إيجاد سياسات واستراتيجيات تعزز التعليم الطبي المحلي وتحفز الكفاءات على البقاء والعمل داخل البلاد.