“الآثار السورية” تنفي اكتشاف أبجدية أقدم من أوغاريت في تل أم المرا
نفت المديرية العامة للآثار والمتاحف الأنباء المتداولة حول اكتشاف أبجدية جديدة أقدم من أبجدية أوغاريت في موقع تل أم المرا الأثري بمحافظة حلب.
وأوضحت المديرية في بيان رسمي أن المعلومات المتداولة تستند إلى “فرضية علمية قديمة” نشرها عالم آثار كان يعمل ضمن بعثة أمريكية في الموقع، وأوردها في كتاب صدر عام 2010.
وشدّدت المديرية على أنه لم تُجرَ أي تنقيبات حديثة تؤكد هذه الفرضية، وأن إعادة تداولها في الآونة الأخيرة يفتقر للدقة.
تصريحات رسمية تؤكد غياب الدليل القاطع
من جهته، قال مدير عام مديرية الآثار والمتاحف، محمد نظير عوض، لوكالة الأنباء الرسمية سانا، إن مثل هذه الدراسات تحتاج إلى وقت طويل لإثباتها علمياً، مشيراً إلى أن ما تم نشره مؤخرًا “غير دقيق“.
القصة المثيرة والأبجدية الأوغاريتية
جاءت هذه التصريحات عقب تقارير إعلامية، محلية ودولية، أفادت بأن فريقاً أثرياً عثر على أسطوانات طينية صغيرة الحجم تحمل نقوشاً أبجدية يُزعم أنها أقدم من أبجدية أوغاريت بحوالي 500 عام.
لكن الأبجدية الأوغاريتية تظل، بحسب المعطيات الأثرية الموثوقة، الأقدم في التاريخ، حيث تعود إلى حوالي العام 1400 قبل الميلاد. وقد دُوّنت بها اللغة الأوغاريتية، وهي لغة سامية شمالية غربية، اكتُشفت في موقع أوغاريت الأثري قرب اللاذقية عام 1928.
بين الاكتشافات والتأويل
يبدو أن تداول مثل هذه الأخبار يُسلّط الضوء على أهمية موقع تل أم المرا التاريخي، ولكنه يُبرز أيضاً الحاجة لتحري الدقة العلمية في التعامل مع الاكتشافات الأثرية، خصوصاً عندما تتعلق بأصول الكتابة البشرية التي تُعد جزءاً مهماً من التراث الإنساني.