حماة: المدينة الجامعية تواجه تحديات صيانة وخدمات وسط زيادة الطلب على السكن
يعيش طلاب المدينة الجامعية في حماة واقعًا صعبًا، حيث تحدث العديد من الطلاب عن معاناتهم مع الحالة المتدهورة للوحدات السكنية التي تحتاج إلى صيانة شاملة، سواء من حيث الأسرّة أو المرافق العامة.
ويمثل السكن الجامعي بالنسبة للعديد من الطلاب، خيارهم الوحيد نظرًا لارتفاع أسعار الإيجارات في المدينة التي أصبحت تضاهي نظيرتها في العاصمة، ورغم محاولات بعض الطلاب للاستئجار بشكل جماعي بهدففتقليل التكاليف، فإن أسعار الشقق باتت لا تُحتمل.
ورغم هذا الوضع الصعب، فإن السكن الجامعي يبقى ملاذًا آمنًا لكثير من الطلاب، حيث يضمن لهم الابتعاد عن التشرد أو الاعتماد على أصدقاء أو معارف، كما يحميهم من جشع المكاتب العقارية والمالكين الذين لا يبدون أي تفهم لحال الطلاب الفقراء، ومع ذلك، أشار الطلاب إلى أن الخدمات المقدمة لهم جيدة إلى حد ما، كما أن إدارة المدينة الجامعية تبذل جهودًا لمتابعة شؤونهم باستمرار.
حالة السكن الجامعي وتحديات الصيانة
مدير المدينة الجامعية في حماة، خالد العمر، أوضح في تصريحاته لـ«الوطن» أن السكن الجامعي يضم ثلاث وحدات: اثنتان للطلاب وواحدة للطالبات، بسعة استيعابية تبلغ نحو 2500 طالب، ومع ذلك، وبسبب ازدياد عدد الطلاب، تم إسكان بعضهم في قاعات المطالعة، حيث وصل عدد الطلاب المقيمين في العام الماضي إلى 3480 طالبًا وطالبة.
وأضاف العمر أن قاعات المطالعة تم تجهيزها بما هو متاح من أسرّة وأثاث، إلا أن الحاجة لصيانة كبيرة لا تزال قائمة، خاصة في الوحدتين الأولى والثانية القديمتين اللتين تعانيان من مشاكل في الكهرباء والمياه وحتى في الأبواب والنوافذ، مقارنة بالوحدة الثالثة التي تم افتتاحها عام 2018 والمخصصة للطالبات والتي تتمتع بحالة جيدة نسبيًا.
التحدي الأكبر: زيادة أعداد الطلاب وقلة الموارد
مع توسع جامعة حماة أفقيًا وزيادة عدد الكليات، لم يترافق ذلك مع توسع في الوحدات السكنية، إذ بيّن العمر أن المدينة الجامعية بحاجة إلى ما لا يقل عن 6 وحدات جديدة لتلبية الطلب المتزايد من الطلاب، خاصة مع عدم توفر الأسرّة والفرش الكافية.
التسجيل الإلكتروني ومكافحة السكن الوهمي
وفيما يتعلق بعملية التسجيل في السكن الجامعي، أكد العمر أن التسجيل يتم عبر منصة إلكترونية، وقد بلغ عدد المسجلين حتى الآن نحو 1890 طالبًا وطالبة، منوهاً إلى ان أحد الشروط الأساسية هو أن يكون الطالب ناجحًا في سنته الدراسية، وأن تكون المسافة بين منزله والجامعة لا تقل عن 40 كم.
ويجدر الإشارة إلى أن تكلفة السكن تبلغ 20 ألف ليرة شهريًا، وهو سعر يعد منخفضًا مقارنة بالإيجارات الخارجية.
وفيما يخص ظاهرة “السكن الوهمي” أو بيع إيصالات الإقامة، أوضح العمر أن إدارة المدينة تقوم بزيارات تفقدية دورية للتأكد من إقامة الطلاب فعليًا في غرفهم، حيث من المفترض أن تضم الوحدات الثانية والثالثة أربعة طلاب في كل غرفة، بينما تحتوي الوحدة الأولى على 8 طلاب في كل غرفة، ما يزيد من التحديات المتعلقة بمراقبة السكن.
أزمة الكهرباء والخدمات المتاحة
وبالتعاون مع شركة الكهرباء، تُزود المدينة الجامعية بنحو 4 ساعات كهرباء في الصباح ومثلها في المساء، وذلك في إطار برنامج التقنين، ويأتي هذا التوزيع بهدف تقديم أفضل الظروف الممكنة للطلاب لتحسين أوضاعهم الدراسية والخدمية داخل المدينة.