أزمة نقص الكتب في طرطوس تؤرق الطلبة والأهالي والمطبوعات تكرر: “لا توجد كتب انتظروا”
تزايدت شكاوى الطلبة وذويهم في محافظة طرطوس بسبب غياب عدد كبير من الكتب المدرسية لجميع المراحل الدراسية، وخاصة في المرحلة الثانوية، حيث وأكد العديد من الأهالي، في شكاوي صحفية، أن أبنائهم في التعليم الثانوي لم يشتروا سوى خمسة كتب من أصل 12 كتاباً مدرسياً، ورغم انتظارهم اليومي أمام منافذ فرع المؤسسة العامة للمطبوعات، فإن الجواب المتكرر هو: “لا توجد كتب، انتظروا”.
وأشار الأهالي إلى أن التأخير في توفير الكتب يؤثر سلبًا على العملية التدريسية، حيث مضى ثلاثة أسابيع من بداية العام الدراسي دون توفر الكتب، ورغم محاولات البحث عن نسخ قديمة، إلا أن الكميات المطلوبة من جميع المواد الدراسية غير متاحة، في وقت زادت الطلبات على مواقع التواصل الاجتماعي لشراء أي كتاب مدرسي للمرحلة الثانوية.
كما أوضح عدد من طلاب الصف الثامن أنهم يواجهون نقصًا في كتاب الجبر لمادة الرياضيات وكذلك مادة التربية الدينية، مما دفع الأساتذة للاعتماد على الدفاتر في نقل الآيات القرآنية والأسئلة العامة.
وفي السنوات السابقة، كان التأخير يقتصر على أيام قليلة أو على مادة أو اثنتين، لكن هذا العام، يفتقر طلاب المرحلة الثانوية، وخاصة الصف العاشر، إلى ثلث الكتب، مما أثار قلق المدرسين حول إمكانية تقديم المادة الدراسية، واضطرارهم إلى كتابة المعلومات الأساسية على الدفاتر.
وفي ظل هذه الأوضاع، تساءل الأهالي عن سبب عدم التحضير مسبقًا للكتب المدرسية، ولماذا تسوء الأحوال عامًا بعد عام، وما هي الإجراءات التي تتخذها مديرية التربية في طرطوس لمواجهة هذا التحدي؟
مدير تربية طرطوس، علي شحود، أوضح لـ”الوطن” أن التأخير في ورود الكتب المدرسية يعود إلى تأخر طباعتها، وأكد أن وزارة التربية وجهت المؤسسة العامة للمطبوعات بضرورة الإسراع في توفير أكبر عدد ممكن من الكتب.
وأضاف شحود أنه نظرًا لأن الأمر مركزي، تقوم مديرية التربية باتخاذ حلول جزئية، مثل الاعتماد على الكتابة في الدفاتر واستخدام النسخ الإلكترونية، بهدف تقليل تراكم المنهاج على الطلبة وتفادي التأخير في تقديم المحتوى الدراسي، وما ينجم عن ذلك من آثار سلبية.
وأشار إلى أن كتب المرحلة الثانوية تُشترى من قبل الطلبة، مما يتطلب كميات كبيرة، لذا يُفضل البحث عن كتب مدوّرة إلى حين توفر الكميات الجديدة.